ميزان
(ميزان) هو في المنام دال على المكيال وكلاهما يدلان على الإيمان والعدل في القول والعمل والكيل وربما دل على الزوجة لما يوعى فيه ويدل على قضاء الدين ووفاء النذر وميزان العمل دال على المهندس والبناء وميزان الطاحون تدل رؤيته على الرجل الجليل في نفسه الحقير في همته وكسبه وعبارته وحركته وميزان العظم ولد زمن أو أبكم وميزان المسك إنذار من الغفلة وحرص على محاسبة النفس على النذور والميزان يعبر بالقاضي فإن كان قائماً جديداً في تلك البلدة فقيهاً قوياً وكفة الميزان سمع القاضي والدراهم بمنزلة الخصومات التي تجتمع في كفة الميزان كما يجتمع الكلام في سمع القاضي والصنج بمنزلة العدول الذين بهم يحصل فصل القضاء.
(ومن رأى) ميزاناً نزل عليه من السماء فإنه طالب حق وقيل الصنجات فقه القاضي فإن كانت وافرة مستوفية فإن القاضي كامل في الفقه وإن كانت قليلة ناقصة فإن القاضي عاجز في الحكم وعمود الميزان نفس القاضي والمسمار ولايته والخيط والسلسلة أعوانه ووكلاؤه والحلقة خليفته ومن يثق به واللسان لسانه وكفتاه سمعه فإن كانت الكفتان مثقوبتين فالقاضي يرتشي وإن كانتا صحيحتين فإنه لا يرتشي فإن مال اللسان إلى اليمين فإن القاضي يميل إلى المدعي وإن مال إلى اليسار فإنه يميل إلى المدعى عليه.
(ومن رأى) أنه يزن فلوساً فإنه يسمع شهادة الزور ويقضي بها.
(ومن رأى) أن بيده ميزاناً فإنه على السنة.
(ومن رأى) أن اللّه يحاسبه وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته فإنه يحاسب نفسه في أمر الدنيا وله عند اللّه أجر وثواب عظيم وميزان القيامة يدل على ظهور الأسرار وقيام الحجة والفرح والسرور والنصر على الأعداء والعدل والإنصاف وإن كان الرائي محاكماً وثقلت موازينه أفلح وإن خفت موازينه خسر والميزان مطلقاً دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالعالم والسلطان والقرآن وربما دل على لسان صاحبه فما رأى فيه من الاعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته وميزان العلافين خازن بيت المال والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والمسوقة الذين يؤدون الأمانة في التجارات.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد