قلم
(قلم) هو في المنام العلم والأمر والنهي والولد وكل صاحب حرفة يرى أنه استفاد في منامه أداة حرفته كلها جامعة كاملة فإنه ينال في تلك الحرفة رياسة جامعة وإذا رأى أنه استفاد منها أداة واحدة فإنه قد أمن تلك الحرفة من الفقر فإن رأى كاتب أن عليه دراعة أو بيده قلماً أو صحيفة فإنه قد أمن من الفقر بخدمة ملك والقلم قيم كل شيء وهو رجل يدخل في كفالة فإن لم يدخل في كفالة فإنه يتزوج امرأة حسنة الدين حرة كريمة وقيل القلم ولد كاتب.
(ومن رأى) أنه أصاب قلماً فإنه يصيب علماً فإن كتب به كان ذلك القلم في معنى ما كتب به من العلوم، والقلم ولاية.
(ومن رأى) بيده قلماً وإلى جانبه قلم فإنه أخ يجتمع به وإن كانت أمه حاملاً وضعت أخاً والأقلام كفالة لمن رآها.
(ومن رأى) بيده قلماً وكان والياً وأخذه من سلطان فإنه ينال رفعة وأمراً نافذاً وإن كان معزولاً ولي ملكاً يحكم فيه والقلم مع الدواة ولد ذكر لمن له حامل والقلم يدل على يمين يقسم بها من رآه بيده لقوله تعالى: {ن والقلم. وإن رأى الكاتب أنه حدث بقلمه حادث فإن تأويله في معيشته وحرفته وإن رأى أنه يمد قلمه في دواة فإنه يأتي الفاحشة والقلم يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفد الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف وربما دل القلم على الذكر والمداد نطفته وما يكتب به منكوحه وربما دل على السكة والأصابع ثيرانها ومداده البذر والقلم يدل على السخاء والكرم وقد يدل القلم على الإنسان وصاحب سر وقد يدل القلم على الظفر بالأعداء ورؤيا قلم القدرة في المنام يدل على يمين يحلفها لغيره فإن رآه في صفة كاملة كانت يمينه بارة وإن رآه ناقصاً صفة من الصفات الحسنة دل على أن اليمين فاجرة وربما دلت رؤيته على العلم والحفظ والصناعة الجليلة وربما دلت على العمر الطويل والرزق.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد