قمل
(قمل) هو في المنام دنيا مع مال وإذا كان القمل في القميص الجديد كان تجديد ولاية لمن كان والياً أو مالاً يرجى زيادته وإن كان القميص خلقاً فإنه دين يخشى زيادته والقمل على الأرض قوم ضعفاء فإن دبت حواليه فإنه يخالطهم ويعاشرهم وإذا كرههم فإنهم أعداؤه لا يقدرون له على مضرة فإن قرصوه فإنهم طعانون ضعفاء.
(ومن رأى) قملة طارت من صدره فإن أجيره أو غلامه أو ولده قد هرب منه وإن رأى قملة خرجت من جسده وذهبت عنه وكانت كبيرة فإنه تذهب حياته وقيل القمل امرأة أو خدم أو شبه أو ولد أو مرض أو جيش أو جند أو عدو أو غم أو عسكر أو سلطان أو غلمان فهو للملوك عساكر وغلمان وأعداء وللوزراء شاكرية وللشرط أعوان وللعلماء تلامذة وللتجار أصحاب طمع وللصناع مطالبون بما عليه وللقضاء المتصلون بهم وللمرضى طول مرض فإن رأى أنه قطع قملة فإنه يحسن إلى عياله وإن رأى أنه رمى بقملة حية فإنه يأتي أمراً مخالفاً للسنة لأنه نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ذلك وإن رأى أنه أكل قملة فإنه يغتاب من ذكرناهم في تأويل القمل والقمل الكثير عذاب والقمل عيال وقوم سفلة أخساء نمامون يفسدون بين الأقارب والإخوان.
(ومن رأى) قملاً كثيراً في ثيابه أو جسده فإنه ينال خيراً ونعمة وبركة وخلاصاً من جميع الغموم والأحزان.
(ومن رأى) قملاً وهو يقتلها فهي تدل على خلاصه من كل هم وإن رأى قملاً كثيراً فإنه دليل على مرض طويل وخسران وفقر وقتلها فرج المكروب من كربه وخلاصه من الشدة التي هو فيها فإن انتبه من النوم وهو يظن أن القمل يعدو عليه فإنه لا ينجو ومن التقط القمل من ثوبه كذب عليه كذب فاحش ومن قرصه القمل فإن أقواماً ضعفاً يرمونه بكلام ومن حكه القمل فإنه يطالب بدين وأكل القمل يدل على قهر الأعداء والقمل يدل على الهموم والحبس وقمل الحنطة عذاب لأنه من آيات موسى عليه السلام .
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد