قبر
(قبر) هو في المنام سجن والسجن قبر فمن رأى أنه يسكن قبراً وهو حي فإنه يسجن ومن بنى قبراً في منامه عمر داراً فإن دخل القبر من غير أن يرى جنازة فإنه يشتري داراً مفروغاً منها ومن حفر قبراً وكان أعزب تزوج امرأة بمكر وحيلة.
(ومن رأى) أنه قائم على قبر ركب ذنباً بقوله تعالى: {ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره. ومن حفر قبراً في أرض لا جدار فيها فإنه دار الآخرة فإن دخله فقد حان أجله وإن لم يدخله فلا بأس عليه ومن اشترى قبراً ولم يدخل فيه فإنه يملك فرج امرأة بنكاح أو يشتري جارية.
(ومن رأى) قبراً تحول من مكان إلى مكان فإن شخصاً من عقب صاحب القبر يبني داراً هناك والقبور المعروفة أمر حق والقبور المجهولة قوم منافقون لقوله تعالى: {وما أنت بمسمع من في القبور. ومن حفر قبراً على سطح فإنه طويل العمر ومن زار القبور فإنه يزور أهل الحبس والمطر على القبور رحمة من اللّه تعالى ومن بنى قبراً تزوج ومن اتخذ قبراً منزلاً فإنه يكثر ذكر الموت والدفن يدل على الإقامة في ذلك المكان الذي دفن فيه والقبور تدل على الأسفار البعيدة والوحشة والأزواج والسجون.
(ومن رأى) أنه احتفر لنفسه قبراً أو لغيره أو حفر له فإنه يبني داراً في تلك البلدة أو يقيم بها.
(ومن رأى) أنه يردم قبراً فإنه تطول حياته وتدوم صحته.
(ومن رأى) أنه دفن في قبر من غير أن يموت فإنه يصيبه هم أو يصيبه ضيق في أمره أو يسجن.
(ومن رأى) نفسه مدفوناً مكفناً محنطاً في قبره حياً فإنه ينكح امرأة.
(ومن رأى) أنه نبش قبر ميت فإنه يطلب طريقة ويقتص أثر ذلك الميت فإن كان الميت عالماً فإن ذلك غنى يصيبه وإن كان غنياً فإنه يصيب غنى ومالاً فإن وصل إليه في قبره فرآه حياً فإن ذلك المال حرام وتلك الحكمة والعلم صواب وإن وجده ميتاً لم يصب له ذلك المطلب.
(ومن رأى) أنه نبش قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإنه يجدد ما درس من سننه إلا أن وصل إلى عظامه وكسرها فإنه يخرج من طلبه إلى بدعة وضلالة.
(ومن رأى) الموتى ثبوا من قبورهم ورجعوا إلى دورهم مجهولين غير معروفين فإنه يخرج من في المسجد أو يسلم أهل مدينته المشركون أو يبت ما زرعه الناس من الحب في الأرض مما قد يئسوا منه ومن نبش قبر كافر أو ذي بدعة أو أحد من أهل الذمة طلب مذهب أهل الضلال أو عالج مالاً حراماً بالمكر والخديعة وإن أفضى النبش إلى جيفة منتنة أو حمأة أو عذرة كثيرة كان ذلك أقوى في الدليل وأدل في الوصول إلى الفساد المطلوب.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد