نمل
(نمل) هو في المنام قوم ضعفاء أصحاب حرص ويعبر بالجند والأهل وبالحياة الطويلة فمن رأى النمل دخل قرية فإن جنداً يدخلها.
(ومن رأى) أن النمل على فراشه كثرت أولاده ومن خرج من داره نقص عدد أهله ومن رآه يطير من مكان فيه مريض فإنه يموت أو يسافر من ذلك المكان قوم يلقون شدة ويدل على خصب ورزق لأنه لا يكون إلا في مكان فيه رزق وإذا رأى المريض إن النمل يدب في جسده فإنه يموت وقيل.
(من رأى) النمل يخرج من مكانه ووكره ناله هم.
(ومن رأى) نملاً كثيراً في دار أو محله فإنه يكثر عدد أهل ذلك الموضع ونسلهم ومن رآه يخرج من داره أو محله فإن أهله يقلون بموت أو تحويل والذر كذلك إلا أنهم ضعفاء الناس وإذا صار للنمل جناح دل على هلاك جند كثير ذي عدد كثير ورؤية النمل تدل على نفس صاحب الرؤيا وتدل على أقربائه ومعرفة كلام النمل ولاية لقصة سليمان عليه السلام.
(ومن رأى) النمل يدخل داره بالطعام يكثر خير داره.
(ومن رأى) النمل يخرج بالطعام من داره افتقر وخروج النمل من الأنف والأذن أو غيرهما من الأعضاء وهو فرحان بذلك يدل على موت صاحب الرؤيا شهيداً وإن كان محزوناً مات على غير التوبة وإن رأى أن النمل هرب من بلداً وبيت فإن اللصوص يحملون من ذلك الموضع شيئاً أو يكون هناك عمارة لأن النمل والعمارة لا يجتمعان وكثرة النمل في بلد من غير أضرار بأحد تدل على كثرة أهل البلد.
(ومن رأى) أنه قتل نملاً ارتكب ذنباً بسبب قوم ضعفاء ومن سمع كلام النمل وكان أهلاً للإمارة نال الإمارة وإلا نال خصباً وخيراً والنمل الكبار للغزاة قتلهم وللمرضى موتهم ولمن يريدون السفر تعبهم وخسرانهم.
(ومن رأى) نملة ضخمة قد حملت من منزله حملاً وخرجت به فإنه يسرق ماله من يكرم عليه من ابنه أو أخيه.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد