(مطر) هو في المنام إذا لم يحصل منه ضرر فإنه خير ورزق ورحمة وربما دل المطر على حياة من يخشى عليه من آدمي أو أرض وربما دل المطر على إنجاز ما يوعد به الإنسان وإن كان المطر مخصوصاً بمكان معلوم دل على حزن أهله أو على هم يعرض للرائي بسبب فقد من يعني عليه وإن كان المطر عاماً مؤذياً مثل أن تمطر السماء دماً أو حجارة فإنه يدل على الذنوب والمعاصي وإن كان الرائي مسافراً ربما تعطل عليه سفره وربما دل المطر المتلف في المكان المخصوص على البخس في الكيل والميزان أو التشبه بقوم لوط وربما دل المطر النافع على الصلح مع الأعداء وربما دل المطر على إغاثة الملهوف والمطر قافلة الإبل كما أن قافلة الإبل هي المطر فمن رأى أن السماء أمطرت وقطر ماء الغمام من كل جانب فإن الناس ينالون سعة وسروراً وتتفجر العيون.
(ومن رأى) مطراً عاماً يحيا له أمر ميت وينال خيراً ونعمة وبركة وإن كان مغموماً أو مديوناً فرج عنه.
(ومن رأى) المطر قد عاجله فإنه يرزق رزقاً حسناً واسعاً من غير ضيق والمطر فرج وغياث في تلك السنة.
(ومن رأى) المطر في داره خاصة دون الناس نال منفعة وخيراً وكرامة وإن رآه في جميع البلدة وقع التأويل على جميع أهل تلك البلدة والمحلة والموضع والقرية.
(ومن رأى) مطراً يسيح من كل جانب ويقطع الأشجار ويكبها فإنه فتنة وهلاك يقع في ذلك الموضع من قبل السلطان وقد يكون المطر في دار خاصة أمراضاً وأوجاعاً وبلايا وجدرياً يقع فيها وإذا أمطرت الأرض دماً فهو عذاب وكذلك مطر الحجارة وإن كان المطر دماً غالباً أو تراباً فهو ظلم من السلطان والفلاح إذا رأى المطر فهو بشارة وخصب يناله وقيل إذا كان المطر تراباً بلا غبار فهو صخب وإن كان المطر عسلاً أو ما يستحب نوعه من الثمار فهو دليل خير لجميع الناس وكذلك إذا كان سمناً أو لبناً أو زيتاً أو ما أشبه ذلك والمطر يدل على رحمة اللّه ودينه وفرجه وعونه وعلى القرآن والعلم والحكمة لأن الماء حياة الخلق من صلاح الأرض ومع فقده هلاك الناس والأنعام وفساد الأمر في البر والبحر فكيف إذا كان ماؤه لبناً أو سمناً أو عسلاً وربما دل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد والبرد والريح سيما إن كان فيه نار وكان ماؤه حاراً وربما دل على الفتن والدماء التي تسفك سيما إن كان ماؤه الدم وربما دل على العلل والأسقام إذا كان في غير وقته في حين ضرره.
(ومن رأى) نفسه في المطر تحت سقف أو جدار فإما ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر وإن كان في أوانه فذلك تعطيله عن سفره أو عن عمله أو من أجل مريضه أو بسبب فقره أو يحبس في السجن على قدره وإن اغتسل في المطر من جنابة أو تطهر به للصلاة أو غسل بمائه وجهه أو غسل به نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه فإن كان كافراً أسلم وإن كان بدعياً أو مذنباً تاب وإن كان فقيراً أغناه اللّه تعالى وإن كانت له حاجة عند السلطان أو غيره قضيت له.
(ومن رأى) السماء قد أمطرت سيوفاً فإن الناس يبتلون بجدال وخصومة فإن أمطرت بطيخاً فإنهم يمرضون.
(ومن رأى) أنه يشرب من ماء المطر فإن كان صافياً أصاب خيراً وإن كان كدراً أصاب مرضاً بقدر ما رأى أنه شرب من الماء.