سوق
(سوق) هو في الرؤيا يدل على المسجد كما يدل المسجد على السوق وقد يدل على الحرب الذي يربح فيه قوم ويخسر فيه قوم وقد سمى اللّه تعالى الجهاد تجارة في قوله سبحانه {هل أدلكم على تجارة تنجيكم الآية فأهل الأسواق يجاهد بعضهم بعضاً.
(ومن رأى) نفسه في سوق مجهول قد فاتته فيها صفقة أو ربح أو خسر في سلعة فإن كان في اليقظة في جهاد فاتته الشهادة وولى مدبراً وإن كان في حج فاته أو فسد عليه وإن كان طالباً للعلم تعطل عنه أو فاته فيه موعد أو طلبه لغير اللّه تعالى وإن لم يكن في شيء من ذلك فاتته صلاة الجمعة في المسجد ومن سرق في سوقه من بيعه وشرائه فإن كان مجاهداً غل وإن كان حاجاً محرماً اصطاد أو جامع أو تمتع وإن كان عالماً ظلم في مناظرته أو خان في فتاويه وإلا رأى بصلاته أو سبق إماماً فيها بركوعه أو سجوده أو لم يتم هو ذلك في صلاة نفسه لأن ذلك السرقة سوء السرقة والسوق المعروف من رآه عامراً بالناس أو رأى حريقاً فيه أو ساقية صافية تجري في وسطه أو كان التبن محشواً في جوانبه أو ريح طيبة تهب من خلاله درت معيشة أهله وأتتهم الأرباح وجاءهم النفاق فإن رأى أهل السوق في نعاس أو رأى الحوانيت مغلقة أو رأى العنكبوت نسج عليها أو على ما يباع كان فيها كساد أو ينزل بأهله تعطيل وإن رأى سوقاً انتقل إلى سوق انتقلت حالة المنتقل إلى جوهر ما انتقل إليه كسوق البزازين في افتراق المتاع وخروجه وإن رأى فيه أصحاب الفخار والقلال قلت أرباحهم وضعفت أكسابهم وإن رأى فيه أصحاب هرايس ومقالي نزلت فيه محنة من حريق أو نهب أو هدم أو نحوه وقال بعضهم السوق الدنيا ومن رآه واسعاً نال الدنيا واسعة وقيل السوق يدل على اضطراب وشغب بسبب ما يجتمع إليها من العامة وأما من يعيش في السوق فإنها دليل خير له إذا رأى فيها خلقاً كثيراً وشغلاً وإذا كان السوق هامداً دل على بطالة المسوقين والأسواق في المنام دالة على الفوائد والأرزاق والملابس الجديدة والشفاء من الأمراض وربما دلت الأسواق على الكذب والفجور والهم والنكد وتدل على الحمام وعلى كل مكان جامع كالمسجد والكنائس والبيع ويدل السوق على البحر الجامع لأنواع السمك الذي يأكل بعضه بعضاً ويدل السوق على العرض ويدل السوق لأهل التجريد على الوقوع في المحذور أو الميل إلى الدنيا وربما كان دليلاً على التواضع وكسر النفس خصوصاً إن كان معه في المنام شيء يحمله فإن كان في السوق ذاكراً اللّه تعالى رافعاً بذلك صوته دل على أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فإن وجد الأسواق خالية من الناس وأهلها موتى دل ذلك على الكساد أو الظلم أو الجوائح في الأموال أو غلو الأسعار وربما دل على التكاليف الموجبة لدخولها كالزواج للأعزاب أو تجديد الأولاد أو العلم أو العمل في الصناعة وطلب الحج وأداء الزكاة والجهاد في سبيل اللّه وقيام الليل والبيع والشراء أو الرهن أو السلف بسبب ما ذكرناه وربما دل سوق الإنسان على كتابه أو وعظه أو قراءته أو حكمته أو منصبه أو لهوه ولعبه أو خطأ في وعظه وقراءته ولكل سوق تأويل فأما سوق الكتب فإن رؤيته في المنام دالة على الهداية والتوبة والحكومات والشرور والمجادلات
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد