وإن مما يُؤسف له حقًّا أن بعض الناس يرى الرؤيا فلربما مرض منها وأهمَّته، وذلك لجهل الكثير بالسنة النبوية، وقد بينا ذلك.
ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس: أنهم إذا فسروها أيقنوا بوقوعها فأهمتهم، إن كانت سيئة، واغتروا بها إن كانت حسنة. اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أو إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك رأى بعض الصالحين الإمام مالك وهو يسير خلف النبي صلى الله عليه وسلم، ويضع خطاه على خطى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبره بها بكى -رحمه الله-، وقال: “الرؤيا تسر المؤمن ولا تغره”.
وكذلك مما يقع فيه بعض المؤولين: جزمهم بوقوع ما أولوه، مع أن الرؤيا قد تكذب حتى إن البعض ليجزم بتاريخ وقوعها وساعته.
ومما يقع فيه البعض وينبغي الحذر منه: الكذب في المنام، فيقول: لقد رأيت كذا وكذا وهو كاذب، وما علم أن ذلك من كبائر الذنوب؛ أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من تحلم بحلم لم يره كُلّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل” وفي رواية “أفرى الفرى أن يُري الإنسان عينيه ما لم تريا”.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله: إن مما ينبغي للعبد أن يكون عليه أن لا ينام إلا على ذكر لله، وأن يقرأ الأذكار الواردة؛ فإنه يبعد عنه تلاعب الشيطان.