نهر
(نهر) هو في المنام رجل جليل ومن دخل فيه خالط رجلاً من أكابر الناس ولا يحمد الشرب من النهر لقوله تعالى: {إن اللّه مبتليكم بنهر. الآية.
(ومن رأى) أنه وثب من نهر إلى الجانب الآخر فإنه ينجو من هم وغم وينصر على عدوه وقيل النهر يدل على السفر لمن دخله وقيل الدخول فيه دخول في عمل السلطان وإذا جرى الماء في سوق والناس يتوضؤون منه وينتفعون بمائه فذلك عدل من السلطان في رعيته وإن جرى فوقه الأسطحة ونزل إلى الدور وبل قماش الناس فذلك جور من السلطان في رعيته أو عدو يطغى على الناس.
(ومن رأى) نهراً خرج من داره ولم يضر أحداً فذلك معروف يصدر منه للناس.
(ومن رأى) أنه صار نهراً مات بنفس الدم أو أصابته قرصة ومن دخل نهراً داخل رجلاً كبيراً وإذا أصابه منه وحل أصابه من ذلك الرجل هم وخوف وكذلك إذا كان النهر كدراً عكراً وإن شرب من مائه وهو صاف أصاب خيراً وحياة طيبة من ذلك الرجل بقدر ما شرب.
(ومن رأى) أنه يستقي الماء منه أصاب مالاً من رجل على قدر عظم النهر وصغره.
(ومن رأى) أنه قطع النهر إلى الجانب الآخر فإنه يقطع هماً وغماً وخوفاً إن كان فيه وحل طين أو موج متواتر وإلا قطع ذلك الرجل الذي يعاشره وجاوزه إلى غيره.
(ومن رأى) أنه وثب من النهر إلى شطه فإنه ينجو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء وإن رأى أن ماء النهر يختطفه أو شيئاً من دوابه أو متاعه ويذهب به فإنه مضرة وخسران له وإن رأى أنه يجري إلى بيته نهراً صافياً دل على يسار ومال وقيل إن ذلك للغنى غلة تصيبه ومنفعة تكون لأهل بيته وإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربون منه فإنه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قوم كثيرون يحتاجون إليه وينالون منه منفعة وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً فإنه يطرد امرأته أو ابنه أو واحداً من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح والنهر في المنام عمل صالح أو رزق مستمر والنهر الكدر أو المنتن الرائحة دليل على جهنم وما يقرب منها من السوء والنهر فتنة والنهر يدل على إقليمه كسيحون وجيحون والفرات والنيل وربما كان للعاصي عصياناً ويرى برداً وسلاماً ويزيد زيادة في الرزق والدجلة جد ومن شرب من هذه الأنهار ونحوها مما له شهرة في مصره دل على الخير والرزق والفائدة أو الزوجة أو التحفة من ذلك الإقليم فإن صار النهر في غير بلده دل على تغير الدول والخلف بين الملوك وسير بعضهم لبعض.
(ومن رأى) أنه يمشي فوق الماء في نهر فإنه يدل على حسن نيته وصحة يقينه ونهر الكوثر في المنام نصرة على الأعداء لقوله تعالى {إنا أعطيناك الكوثر. الآية ومن شرب من نهر الكوثر نال علماً وعملاً ويقيناً حسناً وإتباعاً لسنة النبي صلى اللّه عليه وسلم وإن كان كافراً أسلم أو عاصياً تاب وانتقل من بدعة إلى سنة أو زوجة فاجرة إلى زوجة صالحة أو من مكسب حرام إلى مكسب حلال ونهر الماء الذي في الجنة دليل على الرزق ونهر اللبن دليل على الفطرة ونهر الخمر دليل على السكر من حب اللّه تعالى والغض عن محارمه ونهر العسل دليل على العلم والقرآن.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد