مشي
(مشي) من رأى في المنام أنه يمشي مستوياً فإنه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيراً وإن مشى في الأسواق فإن في يده وصية وإن صلح للسلطان تقلد ولاية وإن مشى حافياً فإنه ذهاب غم وحسن دين والقصد في المشي تواضع للّه تعالى والمشي يدل على طلب الرزق لقوله تعالى: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه. والمشي هرولة ونصرة على العدو والمشي إلى وراء يدل على رجوع عن أمر قد شرع فيه وإن لم يكن قد شرع وقف عنه وربما دل المشي إلى وراء على فساد دين الرائي وتغير حاله وإن رأى أنه يتبختر في مشيه دل على قبح حاله وفساد فعله وإن رأى أنه مشى فخر على وجهه خسر الدنيا والآخرة لقوله تعالى: {انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة. وإن عثر في مشيه أو سعيه اطلع عليه بأمر ينزل به ويأثم به لما جرى عليه منه فإن عثر برجل دل على إهانة المعثور به بوصوله المكروه إليه والمشي إذا كان سعياً يدل على عمل صالح والمشي يدل على سفر خطر وتوكل ومن مشى منكساً رأسه يطول عمره وربما يكون ذلك تنكيساً بعد مرض نجا منه والمشي فوق السماء مشي فوق ماء المطر لنزوله منه ومن مشى على ثلاثة أرجل بعصا لكبر سنه أو مرض يحدث في رجله فليتوكأ على عصا.
(ومن رأى) أنه يمشي على رجل واحدة دل على ذهاب نصف ماله أو نصف عمره وإن رأى أن له أرجلاً كثيرة يمشي بها فيعمى ويحتاج إلى من يمشي به ويهديه للطريق إن كان نظره ضعيفاً وإن رأى الوالي أن له أرجلاً كثيرة يمشي بها فإنه يعزل ولا يمشي إلا بالوكلاء وإن رأى الجماد يمشي كالجبل أو الحديد دل ذلك على الشدة ونزول البلاء وربما دل على الحزم في الأمور الدينية أو الدنيوية والإعانة من اللّه تعالى على ذلك خصوصاً إن مشى مستقيماً ومشي الآدمي كمشي الحيوان دليل على التخلق بأخلاق الجهال إلا أن يكون الحيوان مأكولاً فإنه يمشي في الناس بالخير وإلا فهو يمشي في الناس بالنفاق والسعي فيهما لا يدركه.
ويعتبر تفسير المنام من العلوم الجليلة التى لا يقوم بالخوض فيها وتفسيرها الا العالم الصادق والتقي
tafsir ahlam انواع الاحلام
أولا : الرؤيه الطيبهوهي بشرى للمؤمن . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر، ولا يخبر بها إلا من يحب
ثانيآ : الرؤيه السيئه
وهي من الشيطان ليُحزنَ بها المؤمن، ولهذا فقد أمرنا رسول الله بعده آداب عن رؤيتها منه البصق عن اليسار (ثلاثاً) الاستعاذة بالله من شرها وشر الشيطان (ثلاثاً) يتحول عن جنبه الذي كان ينام عليه أن لا يتحدث بها ولا يطلب تفسيرها
ثالثآ : أضغاث أحلام
وهي الأحلام المختلطة التي تتداخل فيها الأحداث، ولا تتسق مع أصول التعبير .. ومن أسبابها امتلاء البطن بالشراب والطعام إلى حد التخمة
اداب الرؤى وتفسير الاحلام
الحمد لله1. الرؤيا الصادقة وهي من أجزاء النبوة كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة .( البخاري 6472 ومسلم 4201)
2. والرؤيا مبدأ الوحي .( البخاري 3 وسلم 231 )
3. وصدقها بحسب صدق الرائي ، وأصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثا . ( مسلم 4200 )
4. وهي عند اقتراب الزمان لا تكاد تخطىء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لبعد العهد بالنبوة وآثارها فيكون للمؤمنين شيء من العوض بالرؤيا التي فيها بشارة لهم أو تصبير وتثبيت على الدّين . ( البخاري 6499 وسلم 4200 ) ونظير هذا الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصحابة ولم تظهر عليهم لاستغنائهم عنها بقوة إيمانهم واحتياج من بعدهم إليها لضعف إيمانهم
5. ورؤيا الأنبياء وحي فإنها معصومة من الشيطان وهذا باتفاق الأمة ولهذا أقدم الخليل على تنفيذ أمر الله له في المنام بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام
6. وأما رؤيا غير الأنبياء فتُعرض على الوحي الصريح فإن وافقته وإلا لم يعمل بها. وهذا مسألة خطيرة جدا ضلّ بها كثير من المُبتدعة من الصوفية وغيرهم .
7. ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرّ الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأمر الشرعي واجتناب ما نهى الله عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم وينام على طهارة كاملة مستقبل القبلة ويذكر الله حتى تغلبه عيناه فإن رؤياه لا تكاد تكذب البتة.
8. وأصدق الرؤى رؤى الأسحار فإنه وقت النزول الإلهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية انظر لما سبق مدارج السالكين ( 1 / 50 - 52 ) .
9. وفي حديث أبي رزين عند الترمذي ولا يقصها إلا على وادّ بتشديد الدال اسم فاعل من الوُدّ أو ذي رأي وفي أخرى ولا يحدِّث بها إلا لبيبا أو حبيبا وفي أخرى ولا يقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح قال القاضي أبو بكر بن العربي أما العالم فإنه يؤولها له على الخير مهما أمكنه وأما الناصح فإنه يرشده إلى ما ينفعه ويعينه عليه وأما اللبيب وهو العارف بتأويلها فإنه يعْلِمه بما يعوّل عليه في ذلك أو يسكت وأما الحبيب فان عرف خيرا قاله وإن جهل أو شك سكت انظر : فتح الباري ( 12 / 369 ) .
قال الإمام البغوي : واعلم أن تأويل الرؤيا ينقسم أقساماً ، فقد يكون بدلالة من جهة الكتاب، أو من جهة السنة،أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ، وقد يقع على الضد والقَلْب ( أي العكس ) . أ.هـ شرح السنة (12 / 220 ) .
قلت : وذكر رحمه الله أمثلة ، ومنها :
1- فالتأويل بدلالة القرآن : كالحَبْل ، يعبَّر بالعهد ، لقوله تعالى { واعتصموابحبل الله } .
2- والتأويل بدلالة السنة : كالغراب يعبر بالرجل الفاسق ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سماه فاسقاً .
3- والتأويل بالأمثال : كحفر الحفرة يعبَّر بالمكر ، لقولهم : من حفر حفرة وقع فيها .
4- والتأويل بالأسماء : كمن رأى رجلا يسمى راشداً يعبَّر بالرُشْد .
5- والتأويل بالضد والقلب : كالخوف يعبر بالأمن لقوله تعالى { وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً} والله أعلم
المصدر: الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد